قصة سر القرية
حين وصلت الى منزل ظلت حكاية تلك القرية تشغل نفسي وحاولت انا وصديقي صدام ان نجد تفسيرا لما وقعنا في قرية التي تدعى ناريهان حسب ما كنت أتذكر من إسم تلك اللوحة
أخبرني صديقي صدام انه يعرف أستاذ تاريخ متمكن في دراسة تاريخ المنطقة ويعرف هذه الامور جيدا ذهبنا اليه في منزلهم وإستقبلنا هناك وسألناه اذا كانت هناك في ماضي قرية تقع غرب المدينة على بعد 130
فقال لنا :نعم ..هناك قرية كان إسمها ناريهان وتعني العجائز كانت موجودة في عهد الاستعمار ولكنها إختفت في فترة الخمسينات بسبب وباء الطعون الذي إكتسح القرية وحصد أرواح جميع من فيها
وقام الاستعمار بهدم وحرق القرية حتى لا ينتقل الوباء الى هنا ثم نهض من مكانه وذهب الى خزانة واخرج ارشيف صور قديمة كانت في الخزانة امام مكتبه وقال هذه بعض الصور التي ألتقطت لاهل القرية قيل أن يكتسحهم الطاعون تعالوا لتلقوا نظرة عليها
اخذنا الصور ورحنا نقلب فيها حتى توقفنا عند صورة الرجل الضخم ذوي اللحية الداكنة الذي كان يحمل طفل صغير في يديه لقد كان هو نفس الرجل الذي إحتجزنا في منزله تلك الليلة والطفل الذي في حضنه هو نفس الطفل الذي وجدته يبكي وحملته
اصبنا الرعب ولم نعد قادرين على بوح بالكلام وخرجنا مسرعين من منزل ذلك الرجل والف علامة إستفهام تدور في ذهننا فقظ كانت صورة ذلك الرجل حقيقة والطفل ايضا
فربما من شاهدناهم في القرية بالامس هو بقايا من اروحهم التي لا تزال تسكن القرية رغم انها تهدمت وإندثرت من الخمسينات وهذا مايفسر عدم معرفة اهل البدو لتلك القرية
لقد كانت مشاهد لا تنسى ظلت ليالي كثيرة تأتي لي في منام وحتى صورة ذلك الرجل لا تزال تحضر في مخيلتي كلما شردت لا أنكر ان صوته المرعب لا يزال يرن في أذني كلما أحسست بالصمت والوحدة
ومرت عشرين يوم على الحادثة وذات يوم بعدما تناولت العشاء وذهبت الى خلود النوم جاني إتصال هاتفي غريب يحمل رقم 3890 اصابني الرعب لما تذكرت هذا التاريخ وعرفت ان الرقم يشير إليه
ثم فتحت الاتصال وقلت الو من معي فنطق صوت طفل صغير يقول عمو انت معزوم عندنا غدا لحفل الزفاف في قرية ناريهان ولاتنسى ان تحضر معك صديقك ايضا الى هنا ……..
النهاية