قواعد اللعبة في سوريا بدأت تتغير وسط حديث عن تطورات كبرى وحسابات جديدة لمختلف الأطراف
وأوضحت المصادر أن كل طرف من الأطراف المعنية بالشأن السوري بات لديه حسابات مختلفة ورؤية جديدة بخصوص مستقبل الوضع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وبينت أن هناك توجهات جديدة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران وتركيا في سوريا، منوهة إلى أن الحسابات الجديدة لهذه الأطراف من شأنها أن تقلب الموازين وتغير المعادلة بالكامل على الأراضي السوري وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً في المدى المنظور.
وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتعامل بشكل مختلف مع تطورات ومجريات الأحداث في المنطقة، حيث دفعت واشنطن بتعزيزات نوعية إلى منطقة الشرق الأوسط، كما عززت موقعها في سوريا بشكل كبير خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية.
وأشارت إلى أن واشنطن لا تزال مستمرة بإرسال التعزيزات إلى المنطقة وسوريا بشكل غير معلن وفق آخر التسريبات التي نشرتها صحف أمريكية، الأمر الذي يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم بالتحضير لأمر ما في المنطقة.
وأما بالنسبة للحسابات الروسية الجديدة في سوريا، فنوهت المصادر إلى أن الاهتمام الروسي بالشأن السوري تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الروس سيواصلون عدم اهتمامهم بالملف السوري خلال المرحلة المقبلة والتركيز على الوضع شرق أوروبا.
ولفتت إلى أن أولويات بوتين في المرحلة القادمة ستكون إحراز نصر أو تقدم نوعي شرق أوروبا، وذلك لكسب زخم أكبر في انتخابات الرئاسة الروسية مع اقتراب موعدها، بالإضافة إلى عدم قدرة الروس على مواجهة التحديات الجديدة في سوريا، لاسيما في ظل عودة واشنطن للاهتمام بالشأن السوري، فضلاً عن دخول تل أبـ.ـيب على الخط بقوة مؤخراً بهذا الملف.
وأفادت المصادر أن الروس فيما يبدو يتجهون لتقليص تواجدهم بشكل كبير على الأراضي السورية في الفترة المقبلة، حيث من المرجح أن يقتصر التواجد الروسي في سوريا على القواعد العسكرية في اللاذقية وطرطوس.
ووفقاً للمصادر فإن روسيا ستدفع باتجاه إعادة ترتيب خرائط السيطرة والنفوذ في سوريا عبر عقد اتفاقات جديدة بين كل من تركيا وإيران ونظام الأسد، وذلك من أجل التوصل إلى تفاهمات تمنع حدوث أي فوضى في حال إخلاء روسيا للعديد من المواقع على الأراضي السورية.
وأما بخصوص الحسابات الإيرانية، فأشارت المصادر إلى أن إيران تركز بشكل خاص على التواجد قرب الحدود مع لبنان وفي المنطقة الجنوبية من سوريا على وجه الخصوص، حيث من المرجح أن توافق طهران على الطرح الروسي الرامي إلى عقد اتفاقات جديدة مع تركيا.
اقرأ أيضاً: “التحرك الأكبر ضد النظام السوري”.. مبادرة عالمية غير مسبوقة بمشاركة 44 دولة لمحاسبة بشار الأسد
وأضافت أن إيران ستدفع أيضاً باتجاه إجراء مصالحة بشكل سريع بين دمشق وأنقرة وإعادة العلاقة بين الطرفين قبل تقليص تواجدها في الشمال السوري في حال توصلت إلى تفاهمات معينة مع كل من تركيا والنظام السوري بشأن مناطق السيطرة والنفوذ شمال سوريا.
وبالنسبة للحسابات التركية، فإن لدى أنقرة شروط معروفة لدى الجميع بخصوص إعادة العلاقات مع دمشق، وهي عدم وضع شروط مسبقة من قبل النظام السوري تطالب تركيا بالانسحاب من شمال سوريا، بالإضافة إلى أن تركيا تركز بشكل أساسي على وجود بنود تسمح لها بالتدخل بشكل مباشر في حال تعرض مصالحها أو أمنها القومي لأي تهديـ.ـدات قادمة من الحدود السورية.