قصة بائعة الرمان
عندما علمت مارتا بسفر كارل المفاجيء إستاءت كثيرا من تصرفه. وانعتته بالمستهتر وعديم المسؤولية. ووصفته باقبح الصفات مما تعجب بيدروا وزوجته من رد فعلها.. فالامر كان لايستدعي لكل هذه الجلبة..
فهداها بيدروا واخبرها عليهم ان يدعوا له فرصة ان يجلس مع نفسه كي يقرر بهدوء..
فاستغربت مارتا من كلام بيدروا عن اي قرار ليأخذه كارل…..؟!. فتلعثم بيدروا ولم يقل لها سوى انه يجب عليه ان يضع اسسا مستقبلية بإتجاه مصيره هو وإبنه.. وبالرغم انها لم تفهم عليه إلا انها مررتها واردفت قائلة ان كارل لن يتعلم
وسيبقى يصطدم بالحيطان طيلة حياته.. هنا تبسم بيدروا وزوجته وعلما ان وراء سخط مارتا من كارل هو شيء نابع من داخلها لربما احبته… خاصة انه ظهر عليها الإستياء والإنزعاج عن غير عادتها بمرور الايام التي لم يعد فيها كارل ولم يتصل مطلقا باي احد من العائلة.
مرت الايام بسلاسة وكل واحد يعمل عمله المترتب عليه ويعود في اخر اليوم إلى غرفته ليرتاح.. حتى انهم نسوا توترهم من ناحية كارل واعتادوا على غيابه خاصة انهم إطمأنوا عليه انه بخير وهو في ضيافة صديق له من ايام الدراسة..
وفي احد الليالي اراد الجميع الإخلاد للنوم حتى سمع صراخ من داخل غرفة نوم مارتا فهرع الجميع نحوها وظنوا بها سوء.. فوجدوها تتمرغ في سريرها من شدة الالم وطلبت كارلا اثناءها من بيدروا ان ينقلها للمستشفى في الحال فهي ليست على مايرام.
وبالفعل ماهي دقائق معدودات حتى نقلت مارتا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف التي طلبتها زوجة بيدروا حتى يسعفوها خوفا ان يتفاقم عليها الوجع اثناء الطريق.
وعندما هم يستعجلون بإدخالها للمستشفى إذ رن هاتف بيدروا. ولكنه لم يتكلم طويلا مع المتصل ثم اغلق الخط مباشرة لحق بيدروا نحو الداخل يتبع الممرضات إلى اين يجرون سرير مارتا المسعف التي يظهر عليها بعض الإسترخاء بعد ان اخذت إبرة مسكنة للألم.
ادخلوا المسعفين مارتا إلى غرفة الإستعجالات لتفحص من قبل الاطباء المختصين ماسبب وجعها لهذا الحد.. فبقي بيدروا يذهب ويجيء في الردهة ينتظر خارج الغرفة. وهو ينتابه القلق على مارتا خاصة ان الممرضون يدخلون ويخرجون من باب الغرفة ولا احد طمنه او ذكر له مالذي تشتكي منه بالضبط مارتا..
وبعد نصف ساعة تقريبا إستدعى الطبيب بيدروا بعد ان سأله مالذي يقربه للمريضة. فاجابه بيدروا انها بمثابة اخته.. فوصف له حينها عن حالتها واخبره ان المريضة بعد ربع ساعة ستعمل عملية إستعجالية. بسبب إستئصال المرارة التي اثبتت الاشعة انها منتفخة والحصى إمتلا فواهتها وهذا ماسبب عنها الالم بشدة وعليهم ان يستأصلونها فورا وإلا ستحدث مضاعفات بسبب التأخير.
فوافق بيدروا على إجراء العملية دون تأخير حفاظا على حياتها..
وماهي إلا ساعتين حتى انهت مارتا العملية وبقيت في العناية المركزة حتى مرت 24 ساعة ثم نقلت بعدها عندما زاح الخطر عنها إلى غرفة خاصة حتى تمتثل قليلا للشفاء بإعطائها الدواء المنتظم. الخاص بها.
وبسبب المخذر وادوية الوجع جعلت من مارتا نائمة طيلة ساعات.. وفي الوقت التي فتحت فيه عيونها رأت كارل واقف بجانب سريرها ينظر إليها مبتسما وهو ينادي بإسمها ويمرر يده على وجنتيها… فظنت مارتا انها تحلم فأغلقت عيونها ثانية وغطت في النوم وهي تردد إسمه..كارل..
يتبع
بائعة الرمان 11الاخيرة
لمتابعة قراءة القصة كاملة اضغط على الرقم 11 في السطر التالي👇