قصة رائعة لأحد الملوك لديه ثلاث أولاد
……ذهب ابن الملك وهو يكاد يجن وهو يضرب كفاً بكف وقد بدا القلق على وجهه وهو يقول: كيف أستطيع أن أُحضر خاتماً سقط في البحر وأين أبحث عنه يا إلهي وفي أي مكان من البحر ؟
ورأته المهرة وهو على هذه الحال البائسة، فسألته عما حدث له فأخبرها بما طلب منه الملك، فهدأت من روعه وقالت وهذا أيضا أمر هين عد الآن إلى الملك واطلب منه سفينتين مليئتين باللحم وتعال إلي فذهب إلى الملك وأعطاه ما طلب وعاد إلى المهرة فقالت: أنزل الآن بسفينتيك إلى البحر وارمِ
قطع اللحم هنا وهناك في أماكن مختلفة من البحر حتى يخرج إليك ملك السمك وهو الذي سيعطيك مرادك إن شاء الله فنزل إلى البحر وصار يرمي قطع اللحم هنا وهناك والسمك يلتهمها بنهم، ورآه ملك السمك فخرج إليه وقال له:
ما بك أيها الرجل ولماذا ترمي هذه اللحوم إلى البحر
فقال إني أبحث عن خاتم لي سقط في البحر
فقال ملك السمك انتظر قليلا وسأدعو جميع السمك الذي في البحر فدعا السمك وأمرها جميعاً أن تقذف ما في بطونها،
ففعلت الأسماك جميعاً ما أمرها به ملكها ولكنهم لم يجدوا الخاتم، وأخيراً رأوا سمكةً متأخرة يبدو عليها التعب والإعياء، وعندما قذفت ما
في بطنها وجدوا الخاتم فأخذه ابن الملك وعاد إلى الملك بعد أن شكر ملك السمك، وأعطى الخاتم للطائر وسأله هل هذا خاتمك فقال نعم
فقال الملك إذن غني يا ريشة فقالت لا أغني حتى يغني طيري فقال: غنس يا طيرها فقال لا أغني حتى يغني زوجي فقال غنّييا زوجها فقال لا أغني حتى تشعلوا نارا ثلاثة أيام ويدخلها الذي أتى بي إليك ويقف فيها ثم يعود ويخرج إلينا دون أن تمسه النار بأذى
وأعطى الملك مهلة ثلاثة أيام وثلث لابن الملك التعيس الحظ ليهيئ نفسه للدخول في النار والوقوف فيها، وشعر ابن الملك بأن نهايته قد اقتربت، وقال في نفسه لا مفر من الموت في هذه المرة، ولن أنجو كما نجوت في المرات السابقة.
وأمر الملك بإشعال النار فأشعلوها حامية عالية، ورأت المهرة آيات القلق والخوف والحزن ترتسم على وجه ابن الملك فسألته عما حدث له فأخبرها بقصة النار
فقالت: أحضِر إناء وأملأه من عَرقي واغسل به جسمك قبل أن تدخل النار بقليل وادخل النار فلن تؤذيك بعون الله
وعندما جاء اليوم المحدد غسل ابن الملك جسمه بعرق المهرة ودخل النار أمام الجميع ووقف داخلها عدة دقائق فلم تؤثر فيه ولم تؤذه بالمرة ثم خرج منها سليماً معافى
فقال الحاضرون: إذا كان هذا النحيف الفقير يدخل النار ولا تؤذيه فكيف أنت يا ملك الزمان فتجرأ الملك أمام شعبه ودخل النار ولكنه لم يخرج منها فقد أحرقته والتهمته ألسنتها الحامية وأراحـت النـاس منه ومن ظلمـه
وعندها قال الشعب بلسان واحد لا يليق بالملك علينا إلا هذا الشاب الذي فعل الأعاجيب ودخل النار ولم تحرقه ونصبوه ملكا عليهم وغنت له الطيور في كل يوم وأدخلت الفرحة على قلب الملك الجديد وفرح سكان البلدة بملكهم الذي أحبهم، وحكم بينهم بالعدل والمحبة
نلتقي على خير في حكاية جديدة إن شاء الله