close

ما معنى قول الله تعالى: (وأنه هو أغنى وأقنى)؟

أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ أنَّه تعالى أغنى مَن شاء من عباده وأفقر من شاء منهم، فيكون المراد من أقنى هو أنَّه أفقر، فيكون مفاد الآية مساوقاً لمثل قوله تعالى: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (7) أي أنَّه يبسط الرزق لمن يشاء ويضيِّق الرزق على مَن يشاء من عباده.

وهذا المعنى وإنْ كان صحيحاً في نفسه وأكَّدته العديد من الآيات، إلا أنَّه لم يتَضح الوجه في اختياره معنىً للآية، سوى ما يُترآى من المقابلة بين أغنى وأقنى إلا أنَّ ما يمنع من القبول بهذا الوجه هو أنَّ كلمة (أقنى) ليست مستعملة -ظاهراً- بمعنى أفقر. ومنه يتَّضح البُعد لإرادة ما أفاده البعض من أنَّ معنى الآية هو أنَّه أغنى نفسَه وأفقرَ الخلائقَ إليه (8).

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!