قصة بنات العطار
#بنات_العطّار_الجزء_العاشر
….. كانت خديجة تستمع بإنتباه من كلام الخياط وعدما سمعت انا الولد قد وجده في قفة أمام المسجد حتى صدمتها تلك الكلمة ثم سألته هل كان في القفة صرة من الدنانير
نظر إليها الخياط متعجبا وأجاب نعم لقد كان فيها ألف دينار لكن قل لي كيف عرفت ؟
أجابت : أنا من وضعت الطفل عند الفجر وإختفيت وجاء رجل فسمعه يبكي وأخذه لبيته وهو يصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) فإطمئن قلبي ورجعت إلى القصر
وذلك الصبي هو إبن السلطان من أحد جواريه ولما ولد طلب مني أن أعطيه لأحد ليربيه ووضع معه نفقة وسبحان الله أنت الرجل الذي أخذ القفة
كان برهان في حجرته وعلم كل الحكاية ثم خرج وسلم على خديجة وقال إذا كان الأمر هكذا فمن أجل أخي سأتنازل له عن غرام ياسمينة ليحيا فكلنا يعرف أنه فتى تحبه الرعية لكرمه وأخلاقه ففي هذه المملكة لا يجوع أحد ويأكل الفقراء من طعام الملك
كانت خديجة تنظر إليه وهو يتكلم وقالت له إنك تشبه أمك وقد أرسلها أبوك إلى مكان لا أعلمه حتى ينسى الجميع حكايتك لكن يشاء القدر أن أجدك هنا
أجاب برهان :لا وقت لدينا هيا بنا إلى دار صالح
لما طرق مسعود الباب فتحت له البنات الباب ولما رأين خديجة قلن له ماذا تفعل هذه اللعينة هنا ؟
أجاب الرجل الأول هناك حكاية عجيبة لا بد أن تسمعنها
ولما انتهت القهرمانة من الكلام
سألتها البنت الكبرى وما دليلك أن برهان هو من كان في القفة ؟
أجابت: له شامة تشبه الرمانة على كتفه (اكيد ليست الشامة مثل شامة ودعة 😊)Lehcen Tetouani
وكشف برهان عن ظهره وكانت الشامة كما وصفتها المرأة ثم نظرت القهرمانة إلى ياسمينة وسألتها :ألا تزالين تحبين محمود ؟
همست البنت: نعم يا خالة
قالت خديجة : إذن هيا بنا إذن للقصر فحالته سيئة جدا وقد يموت إذا لم يراك
لما دخلوا حجرة الأمير كان نائما وقد بدأت الحياة تفارقه فلم يبق منه سوى الجلد والعظم إرتعبت ياسمينة لمنظره
وإقتربت من وجهه وهمست :أنا هنا يا محمود
فتح عينيه ببطئ وقال: هل أنت حقا ياسمينة بنت صالح ؟أجابته : نعم أنا هي هيا قم فلقد أتيتك من الدار بطعام طبخته بنفسي ساعدته القهرمانة على النهوض وأطعمته البنت بنفسها وسقته فإنبسطت نفسه
ثم غنت له بغناء من ايام الزمن الجميل وواصلت غنائها وقد زاد صوتها رقة وجمالا تمايل معه الحاضرون
بعد ساعة تحسنت صحة الأمير كثير وظهرت البهجة على محياه وكانت عيناه لا تفارقان وجه ياسمينة التي قالت له : سأشعر بالخجل إن واصلت النظر إلى وجهي
فضحك وأجاب :أليس أفضل يا فتاة من النظر إلى السقف وأنا هائم أفكر فيك
بعد لحظات دخلت خديجة وقالت :هناك مفاجأة هل تعرف أن لك أخا في مثل عمرك ؟
أجاب لا علم لي بذلك
قالت خديجة : لقد أخفى أبوك عن كل الناس ذلك لأنه من إحدى جواريه
ظهر عليه الاهتمام وسألها : أين هو الآن ؟
دخل برهان وكان فتى طويلا ووسيما
فصاح الأمير أنت هو أخي ؟
رد الفتى : نعم وأنا في خدمة مولاي
جاء أحد العبيد وإسمه حمدان إلى إبراهيم عم الأمير وقال له عذرا على إقلاق راحة سيدي ولكني مررت بجناح إبن أخيك واما رأيته هناك لن يسرك سأله العم ماذا حصل هيا أخبرني
سكت العبد قليلا كأنه يخشى مما غضب إبراهيم ثم همس لقد إسترد ذلك الغلام عافيته شيء لا يصدق لقد كان مريضا منذ ساعات لكن لما رأيته منذ حين وجدته يضحك مع جارية جميلة أعتقد أنه مغرم بها وهي أيضا تبادله الحب ودون شك غيابها هو سبب مرضه
قال إبراهيم بغضب وكره : تبا لها هل تعرف من هي ؟
أجاب حمدان لا لكن لما تخرج سأتبعها وسآتيك بأخبارها
رد العم إسمع أريد أن تختفي هذه البنت اختطفوها او اقتلوها المهم لا أريد أن يعثر عليها أحد خذ من تشاء من الأعوان ونفذ ما قلت لك عليه وسأكافئك بصرة من الدنانير
في المساء رجعت ياسمينة إلى الدار ولم تلاحظ أن رجلين يسيران ورائها ولما دخلت أخذا يدوران حول بيت صالح يستكشفان المنافذ لكن رأتهما منوبية جارتهما الحسودة
وقالت في نفسها لا شك أنهما لصان يريدان شرا بدار جاري فخرجت إليهما وقالت لما يجيئ الليل سأريكما كيف تدخلان قال حمدان ومذا تريدين مقابل هذه الخدمة
أجابت :لا شيئ أريد فقط أن أنتقم من بنات صالح وخصوصا الصغرى
قال لها لا تقلقي سنسرق ثيابهم ونتلف طعامهم ونختطف ياسمية فلن تراها مرة أخرى على وجه الأرض
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 11 في السطر التالي